في عام 2003، خلفت هجمات الدار البيضاء 41 ضحية. وكان الإرهابيون جميعهم من حي سيدي مؤمن الفقير الواقع ضاحية الدار البيضاء. لذلك بدا واضحًا أن هذه الأحياء المفتقرة إلى أبسط المرافق، غالبًا ما تكون وسطا خصبا لهذا النوع من المآسي (الجريمة، البطالة، التطرف …). ولذلك، فإن الحصول على سكن لائق، وتعليم جيد، وخدمات عامة كافية يبقى الحل الوحيد لإعادة الاعتبار لهذه الساكنة وخلق نوع من “العدالة الاجتماعية”. وفي هذا السياق، وكجزء من برنامج “مدن بدون صفيح «، تم إنشاء مشروع السكن الاجتماعي الواقع بمنطقة بن مسيك لتحسين ظروف العيش لـ 240 عائلة من حي “درب خليفة” القريب من المشروع. 

علاوة على ذلك، على عكس العديد من مشاريع إعادة الإسكان الأخرى، فإن القرب بين هذا المشروع وموقع حي الصفيح، جعل من الممكن تجنب إبعاد السكان عن بيئتهم المعتادة، تفاديا لخلق خلل في توازن حياتهم اليومية. 

 يستفيد المشروع من موقع متميز وسط العديد من المرافق العمومية وخدمات القرب، لا سيما مسجد، مركز الصحي، دار للشباب، نادٍ نسوي، مجمع رياضي، ومركز تكوين مهني، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التعليمية لمختلف المستويات. 

يسمح قياس السمك الصغير للمباني لـ 83٪ من الشقق بالاستفادة من واجهتين رغم صغر مساحاتها. مما يضمن وفرة الضوء الطبيعي وتهوية عرضية فعالة. كما أن الشكل العام “المتعرج“ يسمح بفتح الرؤية على المنتزه الكبير المجاور. 

يبدو جليا أن المفردات المعمارية للمشروع مستوحاة من تاريخ المغرب وتراثه، وجمال نوره ومناظره الطبيعية. وتسمح الأشكال والألوان ومواد البناء بترسيخ قوي للمبنى في سياقه الجغرافي والثقافي. على غرار البيوت المجاورة بنغماتها المختلفة من المغرة. هذا الاحترام المعبر عنه لهوية المكان يسمح للمشروع بالاندماج في بيئته، ويسهل تبنيه من قبل سكانه وجيرانهم. 

تعمل التهوية الطبيعية العرضية للشقق على التخفيف من الحرارة الداخلية. كما تكتسي الحدائق الخارجية (المستوحاة من الدور المغربية العريقة) بالنباتات الكثيفة التي تلطف الجو في الصيف، وتسمح بدخول أشعة الشمس في فصل الشتاء، بفضل العدد الكبير للأشجار المتساقطة الأوراق. تعمل الممرات المغطاة على تنشيط التهوية الطبيعية لهذه “الأفنية المفتوحة”، وبالتالي تجنيب السكان المعاناة من ظاهرة الجزر الحرارية. 

 تم إنشاء المشروع على أرض تملكها الدولة بميزانية تناهز تكلفتها 230 دولار للمتر المربع فقط، تشمل وضع مصاعد في جميع المباني الثمانية عشر. 

مولت العملية جزئيا بحوالي 47٪ بفضل بيع المحلات التجارية للمشروع، وتم توفير 15٪ من الميزانية من قبل صندوق التضامن للسكن والاندماج الحضري، و38٪ فقط من قبل المستفيدين من المشروع.