يقعُ المشروع، وهو بيتٌ عائلي، في التوسّعِ الحضريِ لمنطقةِ دابوق، شمالَ العاصمةِ الأردنية عمّان، والتي تشتهرُ بثرائها بشجرِ البلوطِ المحلي. قد تم بناء المنزل على أرض تبلغ مساحتها ١٩٨١ م٢. يسعى التصميمُ المعماري لهذا المشروع لإنشاء و خلقِ لغةِ حوارٍ بين طبوغرافية المكان و التشكيلِ المعماري، كردةِ فعلٍ فراغيةٍ و تشكيليةٍ لموقعٍ يتميز بالانحدار. وتتميز هذه العلاقة بتنظيم مخطط المنزل حول حركةٍ مستمرةٍ، والتي بدورها تُشكِّل فراغاً مستطيلَ الشكلِ مع الفناءِ المركزيِ. جانبٌ من المنزل يلامس ويستقر على الأرضِ الطبيعيةِ، والآخر مرفوعٌ بشكلٍ كاملٍ عن انحدارِ الأرضِ. هذه العلاقة تخلقُ فراغاً خارجياً يُحدَّد من طبيعةِ الأرضِ من جهة، و من السقفِ المعلّق من جهةٍ أخرى. و بذلك فإن المنزل لا يفرض هيمنته على الموقع، بل إنه بتشكيله الفراغيِّ والمكانيِّ يكمّل وبطريقةٍ مميزة علاقتهُ مع الأرض، ويشكِّل حركةً متعرجةً تُحاكي تضاريسَ الموقعِ. أيضاً، فإن تشكيلهُ يصبحُ قناةً للرياحِ السائدةِ والتي بدورها تسمحُ تَخللها لهيكلهِ.

إن تصميم المبنى يستثمر، وبشكلٍ واضحٍ، إمكانات الهيكل وبعدهُ الفراغي. المحاولة كانت بجمع الهيكلِ والتصميم المعماري ومادة البناء بشكلٍ متناغمٍ في عنصرٍ واحدٍ غير متجزّئ. وبذلك فإن كتلة المبنى هي مجموعة من العناصر البنيوية المتكاملة، والتي بالإضافة إلى مميزات مادة البناء تُضفي بُعداً ومعنىً نحتياً لطريقةِ قراءتنا للغة التصميمية. إن مادة البناء، وهي الخرسانةُ المطروقةُ تؤكد أهميتها الفيزيائية ومرجعيتها لعمارةِ الأردن التي تتميز بصلابة و وزن الحجر الجيريّ المستخدم بالعادة.

بالنظر إلى مناخِ عمّان المعتدل، فإن طريقةَ توزيعِ المنزل تُحفِّز سَكنَ واستخدام المنزل إلى الخارج، في حين أن المساحات المنزلية الخاصة والصغيرة تُجدد وتُعيدُ مفهومَ المأوى الأساسي. بالرغم من أن الصفات الهيكلية تبدو بالظاهر ذاتَ أهميةٍ كُبرى، إلا أنها وُجِدت لمعالجةِ شؤونٍ ذات صلة بالخصائصِ الفراغيةِ والمكانيةِ للمبنى، وشعورها وتأثيرها العاطفيِ على المُستخدِم، وفي النهاية علاقتها مع المشهدِ الكليِّ. بمجرد التخلي عن الإِنطباع الأول للهيكل، فإن تركيز المُستخدِم يُحوَّر إلى ما لم يتم بناؤه، إلى الفضاء والأشجار والنور، أي بعبارةٍ أخرى، إلى الأُسس التي تَبعثُ الحياةَ في الفراغ.